يشارك مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربية في "معرض سيول الدولي للكتاب 2024" في جمهورية كوريا، الذي تنظمه جمعية ثقافة النشر الكورية، في المدة من 26 إلى 30 يونيو الجاري، في مجمع كويكس للمؤتمرات والمعارض؛ وذلك ضمن جناح المملكة العربية السعودية المُشاركة في الدورة الـ 66 بوصفها ضيف شرف للمرة الثانية منذ عام 2012م. 
ويصاحب المشاركة إطلاق "مشروع اللغة العربية في كوريا"، وهو مشروع بحثي يتضمن سلسلة من الكتب العلمية عن اللغة العربية في جمهورية كوريا، ويوجد ركن خاص للكتاب يتضمن الإصدارات المتصلة باللغة والهوية مثل "100 سؤال عن اللعة العربية "، و"دليل متعلمي اللغة العربية الناطقين بغيرها" بنسختيهما العربية والإنجليزية، إضافة إلى عدد من إصدارات المجمع الحديثة، ونسخ من كتب اللغة العربية في كوريا، ومختارات من سلسلة "اللغة العربية في العالم". 
وتشمل مشاركة المجمع تنظيم "الملتقى اللغوي السعودي الكوري"، وهو ملتقى علمي ثقافي يقيمه المجمع بالتعاون مع هيئة الأدب والنشر والترجمة، يتضمّن ندوة بعنوان "اللغة العربية واللغة الكورية: الواقع والمستقبل"، وجلستين؛ أولاهما بعنوان "اللغة العربية والتواصل الحضاري"، من خلال التركيز على إسهام اللغة في نقل القيم الثقافية والتقاليد والأعراف المجتمعية، وتشكيل الهوية والمحافظة على الثقافة والتراث، والسمات المشتركة بين اللغتين العربية والكورية. أما الجلسة الثانية فتركز على "التفاعلات التاريخية والمعاصرة بين الثقافتين العربية والكورية"، ومن ضمنها التجارة والسفر والتبادلات الثقافية وتأثيرها في اللغة.  
الجدير بالذكر أن المجمع نظم، في التاسع والعاشر من مايو الماضي في العاصمة الكورية سيول، المؤتمر الدولي "تحديات وآفاق تعليم اللغة العربية وآدابها"، بالتعاون مع الجمعية الكورية للغة العربية وآدابها، وجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية (HUFS)، وقد حظي بمشاركة سعودية ودولية واسعة من الأكاديميين اللغويين والمؤسسات اللغوية، فضلًا عن رؤساء الجمعيات اللغوية الكورية ورؤساء الأقسام العربية. 
ويُعد "معرض سيول الدولي للكتاب" من أشهر معارض الكتب في آسيا والعالم، وقد بدأ تنظيمه منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي (1954)، ثم تطور ليصبح معرضًا دوليًّا ابتداءً من عام 1995، وهو يُمثل حلقة وصل بين الناشرين والموزعين وخبراء صناعة النشر في قارة آسيا، وتتخذ منه جمهورية كوريا منصة للتعريف بإسهاماتها في تطوير صناعة النشر اعتمادًا على بنيتها التحتية المتطورة في مجال التقدم التقني والعلمي، والتعريف بأوجه الثقافة الكورية التي تتميز بالانفتاح والتواصل مع الثقافات المختلفة. ويشارك في دورة المعرض الحالية نحو 90 مؤسسة وشركة نشر من 19 دولة إلى جانب 350 دار نشر كورية.
يُذكر في هذا السياق أن مشاركة المجمع في الجناح السعودي في معرض الكتاب الكوري الدولي - تحت مظلة وزارة الثقافة- تهدف إلى التعريف بمشاريعه وبرامجه في مسارات نشر اللغة العربية وأنشطته في تعليمه للناطقين بغيرها، وإبراز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة العربية وعلومها حول العالم، ورفع مستوى الوعي بمكانة اللغة العربية بين قاصدي "معرض سيول الدولي للكتاب 2024" من الزوار الكوريين والدوليين الراغبين في التعرف إليها.