كلمة الأمين العام

أ.د عبدالله بن صالح الوشمي

كلمة الأمين العام‎

أ.د عبدالله بن صالح الوشمي

ينهض مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بمسؤولية وتشريف عظيمين، يتمثلان في تسميته منسوبًا إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (أيّده الله)، إضافة إلى مجال اختصاصه: (اللغة العربية)، وهي اللغة التي نزل بها القرآن.
وإن مما يعد من مآثر هذه البلاد المباركة (المملكة العربية السعودية) وقادتها العظماء، اهتمامهم البالغ بمكونات الهوية العربية، ونشرهم الخير والعطاء عالميًّا؛ ومن هذا المنطلق جاء المجمع العالمي امتدادًا لهذه الأعمال المباركة، في نشر العلم والمعرفة، وتثبيت أركان الهوية، وتطوير التعامل اللغوي من النواحي التخطيطية والتقنية، والمحافظة على لغة القرآن الكريم، وتعميق الاعتزاز باللسان العربي في ظل العولمة، مع عدم التنازل عن الأخذ بأسباب النجاح المتعلقة بتعلم اللغات الأخرى.
وكأن الله هيأ للمجمع أن يكون ضمن برامج الرؤية الحكيمة لسيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان (حفظه الله) ولهذا فقد جاء المجمع ليعمل في المجالات التخصصية النوعية، مثل (الحوسبة اللغوية) و (التخطيط والسياسة اللغوية) كما يقدم منجزات أخرى إضافية في المجالات (التعليمية) و(الثقافية)، ويتفرع عن كل جانب من هذه الجوانب الأربعة مجموعة من المشروعات والمبادرات التي انطلق العمل في بعضها، وبدأ التخطيط لبعضها، والمؤمل ـ بإذن الله ـ أن تصل آثار هذه المشروعات والمبادرات إلى المستهدفين جميعاً؛ لتحقيق الأهداف السامية المسندة إلى المجمع.
وإن مما يتقوى به المجمع ويشرف به أن أسندت أعماله ورؤيته التأسيسية إلى سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود (رئيس مجلس أمناء المجمع) الذي يتابع الإنجاز، ويحث على جودة العمل، ويوسع الآفاق أمام المجمع، ويلهم جميع العاملين في المجمع لتقديم ما يعكس الصورة الحقيقية للفضاء العلمي السعودي، وللقدرات والإمكانات التي توفرها حكومة خادم الحرمين الشريفين (أيده الله).
وسيعمل فريق المجمع جاهدين على تحقيق الأهداف المرسومة، وخدمة اللغة العربية وهويتها بكل ما يمكن، تعزيزًا وتمكينًا وافتخارًا بها، وتثبيتًا لها بصفته رابطة من روابط الهوية الوطنية والعربية.
وأخيراً، فهذه دعوة موجهة إلى المختصين والخبراء والمعنيين والمهتمين بلغتنا العربية من الأفراد والمؤسسات إلى التواصل والتكامل مع برامج المجمع وأنشطته، وأن نستشعر مسؤوليتنا التاريخية تجاه لغتنا العربية؛ لنحتفي جميعًا بمزيد من النجاحات والامتدادات والانتشار للغتنا وثقافتها.