أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة تقرير (مؤشر اللُّغة العربيَّة)، الذي يهدف إلى تقديم نظرة شاملة ودقيقة لواقع اللُّغة العربيَّة حول العالم، وذلك بعد جهود محكمة ضمت (37) خبيرًا وجامع بيانات، وأكثر من (14) مشاركًا ساهموا في تحكيمه؛ للوصول إلى نتائج دقيقة مبنيَّة على أسس علميَّة رصينة، وفق أفضل الممارسات العالميَّة في إعداد المُؤشِّرات اللُّغويَّة.  

     وثمَّن الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة، الأستاذ الدكتور/ عبد الله بن صالح الوشمي، دعم سمو وزير الثقافة، رئيس مجلس أمناء المجمع، صاحب السمو الأمير/ بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود -حفظه الله-، وتوجيهاته ومتابعته المستمرة لمبادرات المجمع ومشروعاته النَّوعية، مُشيرًا إلى أن (مُؤشِّر اللُّغة العربيَّة) هو نتاج عملٍ كثيف لمدة ثلاثة أعوام؛ خضع خلالها لعدة خطوات من: (البناء، والمراجعة، والتقييم، والتحكيم)، وشارك فيه مجموعة كبيرة من الخبراء والمتخصِّصين؛ بَنوا مجموعةً من الأدوات والآليات؛ لقياس واقع اللُّغة العربيَّة في جميع أنحاء العالم، وليُمثِّل هذا المُؤشِّر إضافةً نوعيةً مستدامةً في مسيرة العمل اللُّغويّ. 

     ويهدف (مُؤشِّر اللُّغة العربيَّة) إلى قياس واقع اللُّغة العربيَّة في العالم في مجالات حيويَّة مختلفة، مثل: التعليم، والاتصال، واقتصاديات اللُّغة، والإنتاج المعرفي والتقنية، وغيرها؛ من أجل تزويد المعنين من الحكومات والمؤسَّسات والمهتمين بمعطيات دقيقة عن حالة اللُّغة العربيَّة مدعومة بالأدلَّة والأرقام، إضافة إلى خدمة باحثي اللُّغة العربيَّة ودارسيها بنتائج المُؤشِّر بوصفه مرجعًا علميًّا موثوقًا، وهو ما سيُسهم في تكوين قرارات وأبحاث تُعزِّز من حضور اللُّغة العربيَّة.  

     ويتضمن تقرير المؤشر قياسًا لواقع اللُّغة العربيَّة في (8) نطاقات، وتتفرع إلى (50) مؤشرًا رئيسًا مركبًا من (226) مؤشِّرًا فرعيًّا ومعطىً بيانيًّا، وتغطي عينة التَّقرير (12) دولة، و(5) منظمات دوليَّة، إضافة إلى تخصيص (8) مُؤشِّرات أفقية تُقاس على مستوى العالم. ويُقدِّم التقرير توصيات محدّدة تستند إلى بيانات موثوقة، تساعد على توجيه الجهود نحو تعزيز دور اللُّغة العربيَّة وطنيًّا وإقليميًّا ودوليًّا. 

     يُذكر أن المُؤشِّر بُني ليكون أداةً استرشاديةً تساعد متخذي القرار على فَهْم واقع اللُّغة العربيَّة؛ للوصول إلى القرارات المناسبة المرتبطة بها في المجالات الحيويَّة كافة: (كالتعليم، والإعلام، والاقتصاد، والتَّقنية ونحوها)، ولسبر مستوى حضور اللُّغة العربيَّة، والإسهام في توفير معلومات وبيانات يمكن أن تُبنى عليها المشروعات والمبادرات التي تعزِّز مكانة العربيَّة على الصعيدين الإقليميِّ والدوليِّ.