من كلمات خادم الحرمين الشريفين

الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود                 - حفظه الله-

خادم الحرمين الشريفين

"قامت المملكة العربية السعودية على أساس متين يتمثل في عقيدة الإسلام الذي نزلَ كتابُه بلسانٍ عربيٍّ مبين".

"إن من أجلِّ النعم على أمة الإسلام نعمة القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين. قال تعالى: ﴿إنا أنزلناه قرآنًا عربيًّا لعلكم تعقلون﴾، فقد حفظ هذا الكتاب المبين لأمة العرب لغتها، ولأمة الإسلام طريق الخير والهداية وسائر الأحكام، ولشبابها أحسن الأخلاق والآداب، ثم إن من النعم الكبرى التي تستوجب الشكر أننا نعيش في دولة أُسست على هدى من كتاب الله الكريم، وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، تطبق شرعه، وتقيم حدوده، وتلتزم عقيدته في سائر تعاملاتها الداخلية والخارجية".

"ولا شك في أن هذه البلاد بالذات التي أنزل الله القرآن على أرضها، وعلى نبي منها وبلغتها هي أولى من يحتفل بالقرآن، وأولى من يعمل به، ولا شك في أن العرب جميعًا الذين أنزل القرآن بلغتهم هم أيضًا مثلنا يتشرفون بحمل هذا الكتاب، كذلك إخواننا المسلمون في كل مكان الذين يقرؤون القرآن – والحمد لله – باللغة العربية في الغالب منهم".

"نحتفل بكتاب الله الذي أنزل إلينا في أرضنا هذه، على نبي عربي باللغة العربية، هذا ولا شك في أنه شرف لكنه مسؤولية".

«ومَن أجدر من هذه البلاد بأن تحتفي بكتاب الله؛ فهي مهبط الوحي، هبط على نبي عربي منها بلغة عربية».
"بلادنا تستحق منا جميعًا أن نعمل حتى نكون في مستواها؛ بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي ويتجه إليها كل مسلم خمس مرات يوميًّا، وفيها النبي العربي الذي أنزل عليه القرآن بلغة عربية، وكما هي فخر لنا فهي أيضًا حمل علينا ويجب أن نتحمل الحمل، والحمد لله هذه الدولة منذ أن نشأت بكل أدوارها الثلاثة وهي تعمل كذلك، والحمد لله نحن دولة من شعبنا وفي شعبنا، ودائمًا مؤتلفون متفقون على البر والتقوى إن شاء الله".
 
"لقد كرَّم اللهُ العربَ بأن أنزَلَ القرآنَ الكريمَ بلغتهم، فشرَّف هذه اللغة تشريفًا ما بعده تشريف، وزاد هذه اللغة قوة وحضورًا. يقولُ تعالى: ﴿إنّا أنزلناه قرآنًا عربيًّا لعلكم تعقلون﴾، ويقول سبحانه: ﴿إنا جعلناه قرآنًا عربيًّا لعلكم تعقلون﴾، وهو التكريم الكبير للعرب واللغة العربية؛ حيث نزل كتابُ الله ووحيه الشريف بهذه اللغة العظيمة… لقد حفظ اللهُ اللغة العربية بحفظه للقرآن الكريم، لكنَّ محافظة كل منا على هذه اللغة إسهامٌ في الحفاظ على الهوية، وهو ما يجدر بنا جميعًا فعله، وفق الله الجميع لما فيه الخير".

"إن هذه البلاد ملكًا وحكومة وشعبًا تتحمل في سبيل دينها وعروبتها لأنها هي منبع هذا الدين، وهي مهبط الوحي والرسالة، وأصل العروبة ولذلك تتحمل كل ما يأتيها من أذى في سبيل هذا الهدف النبيل".

“وبلادنا المملكة العربية السعودية دولة عربية أصيلة، جعلت اللغة العربية أساسًا لأنظمتها جميعًا، وهي تؤسس تعليمها على هذه اللغة الشريفة، وتدعم حضورها في مختلف المجالات، وقد تأسست الكليات والأقسام والمعاهد وكراسي البحث في داخل المملكة وخارجها لدعم اللغة العربية وتعليمها وتعلمها”.

“إنه ليسعدني أن أكون اليوم بينكم لأفتتح معرض مدينة الرياض (الماضي والحاضر) ولتطلعوا من خلاله على بعض الأنشطة الحضرية التي يقوم بها القطاع الحكومي والخاص من أجل خلق مدينة عصرية حديثة تأخذ بطابع التجديد والتمدن، ولا تنسى أصالتها العربية والإسلامية التي تمتد إليها من جذورها، وتقوم عليها تقاليدها وتستمد منها شريعتها وقوتها”.

“إنَّ لغتنا العربية لغة حضارة وثقافة، وقبل ذلك لغة الدين القويم، ومن هنا فإنها لغة عالمية كبرى شملت المعتقدات والثقافات والحضارات، ودخلت في مختلف المجتمعات العالمية، وهي مثال اللغة الحية التي تؤثر وتتأثر بغيرها من اللغات”.

“إن الثقافة العربية الإسلامية تأثرت ونقلت الثقافة الإغريقية والرومانية، وكانت أوروبا في ذلك الوقت لا ينظر إليها كما ينظر إليها الآن، وقد انصهرت هذه الثقافات، وبدأت مع الأندلس، وكل منكم يقرأ ويعرف تأثير هذه الثقافة في العالم… نحن كبشر نؤثر ونتأثر؛ لذلك يجب أن يكون في ذهن الجميع أننا لسنا في غنى عن الثقافة، بل قبل الرسالة الإسلامية عرف هناك الأدب العربي المقفى والمنثور وما امتد من هذه الثقافة إلى الثقافة الحالية، ويجب أن نعتز بماضينا وثقافتنا وروادنا مثل ما يحدث في البلدان العريقة”.

“نحن والحمد لله في بلد الخير، في بلد العروبة، في بلد الإسلام الذي تتجه إليه قلوب الناس ووجوههم كل يوم، لذلك حري بنا أن نكون فاعلين وعاملين للخير ومتعاونين عليه”.

“ليس غريبًا على هذا البلد الذي فيه مُهاجَر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسجده، ليس غريبًا عليه أن يكون بلدًا بارزًا، ذا أهمية في العالم كله، ليس غريبًا على هذا البلد، البلد الذي انطلقت منه جحافل العرب لكل أنحاء العالم، بلد العروبة والعرب، ليس غريبًا عليه أن يكون وفيًّا، أن يكون صادقًا، وأن يكون مؤمنًا قبل كل شيء”.

“يجب على المواطن، وخاصة الشباب والشابات، أن ينهلوا من لغتهم العربية؛ ليتمكنوا من خدمة دينهم ووطنهم أكمل الخدمة، وعليهم أن يحذروا من الشوائب والمفردات التي لا تتفق مع اللغة العربية، أو تُؤثر سلبًا، فلغتنا العربية ذات معجم ثري، ومفردات خلاقة جميلة، تستطيع التعبير بوضوح عن مكنونات النفس بمختلف الصور، وتحوي كوامن الإبداع، وهي سهلة لكل من تمكن منها، ثرية غاية الثراء في الكلمات والمعاني والمفردات”.

“اذكروا أن بلادكم أقدس بلاد العالم، وأنها قبلة المسلمين، وأنها منطلق الرسالة، وأن هذه الجزيرة التي تشكل المملكة الجزء الأكبر منها هي منطلق العروبة في كل مكان من العالم، فلهذا فإن كل مواطن في بلده لوطنه عليه حق”.

“ونصيحتي الخالصة لأبنائي الشباب وبناتي الشابات أن يُقبِلوا على تعلم اللغة العربية، ويتفننوا في استخدامها، فهي لغة دينهم ووطنهم وآبائهم وأجدادهم، وهذا لا يتناقض ولا يتعارض مع تعلم اللغات والعلوم الأخرى في مجالها الخاص”.

“المملكة تشكل الجزء الأكبر من الجزيرة العربية، هي منطلق العرب وبالتالي المنطلق للكتاب والسنة وأقول دائمًا وأكررها يكفي العرب عزًا أن يكون القرآن نزل على نبي عربي في أرض عربية بلغة عربية، هذه نعمة كبرى ولكنها مسؤولية أكبر علينا، يجب أن نربي شبابنا أبناء وبنات أن يعرفوا ويتأكدوا ماهي أهمية بلدهم”.

المراجع:
(رسائل عربية إلى جيل الشباب: مقدمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان).
(خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: خطب وكلمات).
(كلمة خادم الحرمين الشريفين أثناء استقبال وزير الثقافة والإعلام وكبار المثقفين ورؤساء تحرير الصحف والكتاب والإعلاميين).