كلمة رئيس مجلس أمناء المجمع -وزير الثقافة-

صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود

كلمة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان   آل سعود

رئيس مجلس أمناء المجمع - وزير الثقافة -

 نعيش في وطن تفيض أرضه بالكنوز الثقافية والحضارية، ومنها لغتنا العربية، جوهرة التاج لعمقنا الثقافي والأدبي واللغوي الثري والذي شع منه النور إلى مختلف أصقاع العالم. 

وبمزيد من الوعي المرتبط بالرؤية السعودية ٢٠٣٠، والتحديات الحضارية المستجدة، والتطورات المتسارعة، جاءت توجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- بتأسيس (مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية) ليكون الجهة الرسمية السعودية التي تتولى الشؤون اللغوية، وسياساتها وبرامجها، وتتولى العمل الدولي المرتبط بها، كما تتولى القيادةَ بالدراسات الاستشرافية، ووضع الاقتراحات والتوصيات على أعلى مستوى؛ لمعالجة المخاطر المحتملة، أو اقتناص الفرص الثقافية الممكنة.

فعلى أرضنا وُلدت اللغة العربية، واُبتُكرت حروفها في شكلها الحي المعروف، وانطلقت منها شرقًا وغربًا لتكون هي اللسان المنطوق في رقعة جغرافية واسعة، واستمر الحرف العربي هو الحرف الذي تُكتب به منذ نحو 15 قرنًاوما زال، بخلاف اللغات الأخرى التي تغيرت حروفها، أو تنقّلت كلماتها من حرف إلى حرف، كما كان لهذا الحرف العربي الجميل الفضل على نحو ٢٠٠ لغة كُتبت به أو ما زالت تُكتب به إلى اليوم.

الإشعاع الحضاري المنطلق من المملكة العربية السعودية يجعلها أمام مسؤولية تاريخية تجاه رعاية لغة القرآن الكريم، وتقديمها إلى من يحتاج أو يرغب في تعلّمها، فالعربية جزء من اسم بلادنا وهويتنا، وصوت من أعماقنا، ومكون أساسي في مستقبلنا وحاضرنا وماضينا. 

لذلك جاء تأسيس المجمع لمواجهة التحديات الحضارية أمام كل اللغات، واعتزازًا بالذات والهوية الثقافية والحضارية، وتقديم المكوّن اللغوي جزءًا أصيلًا من مكونات الهوية التي نفتخر بها، لتستمر “العربية” وآدابُـها في بناء جسور التواصل والإخاء والسلام إلى جميع أنحاء العالم. ووسيلة إضافية من وسائل تحصيل العلوم والمعارف وتطويرها.

أمامنا الكثير لننجزه أنا وزملائي بالتعاون مع الجهود العربية المقدّرة، ومع المهتمين والمختصين كافة، فالمسؤولية كبيرة والتطلعات ضخمة، وكما قال سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-: “القرآن الكريم نزل بلغة العرب، وهذا شرف لهم ومسؤولية”.


 “القرآن الكريم نزل بلغة العرب، وهذا شرف لهم ومسؤولية”